لا يستغنى أى كائن حى عن المياة فيقول الله فى كتابه العزيز (( وجعلنا من الماء كل شيء حى )) ولا نتصور وجود أية حضارة بعيدا عن مصادر المياه العذبة والأنهار
ولا يمكن تصور مصر بدون نهر النيل ومن الأخطار
التى تهدد مستقبل المصريين بناء سد النهضة بأثيوبيا والذى يؤدى لحجز
المياه فلتخزين عشرة مليارات متر مكعب فقط يحجز من نصيب
مصر مليار متر مكعب فما هى النتائج من تخزين سد النهضة فى أثيوبيا وحدها
إضافة لإعتزام عدة دول أخرى على النيل من إقامة سدود؟؟
وكان لمصر دور تاريخى كبير بجانب الإستعمار الأنجليزى فى
مسألة الحفاظ على تدفق مياه النيل وكمياتها
ويمر النيل من منبعه حتى المصب بعشرة دول أفريقية قبل
مصر ( الكونغو الديمقراطية بورندى رواندا كينيا
تنزانيا أوغندا أثيوبيا أريتريا جنوب السودان السودان
ثم مصر) وكان لدول الاستعمار دور كبير فى صياغة التعاون بين هذه
الدول الأفريقية فكان الإستعمار الانجليزى بتعاون نيابة عن مصر والسودان
مع بلجيكا بالجانب الكونغولى وإيطاليا بالجانب الأثيوبى
وألمانيا فى رواندا وبورندى قبل انسحابها لتحل محلها بلجيكا
وكان اتفاق 15 أبريل 1891 يعتبر من
أول إطارات التعامل القانونى مع مياه النيل فكان بين انجلترا
على الجانب المصرى والسودانى وبين إيطاليا على الجانب الأثيوبى
وتكررت فى 15 مايو 1902 بين انجلترا وأثيوبيا بعد استقلال الدولة الأمهرية حينذاك
ووقعت على المياه مقابل ترسيم الحدود وكانت المياه شيء عرضى حيث كان المهم
وقتها هو ترسيم الحدود بين الدول الاستعمارية ويلاحظ أن هذه المعاهدات
التى تم توقيعها وقت الاستعمار مازالت تقيم الحدود السياسية لدول
أفريقيا حتى يومنا هذا
وتكررت المعاهدات فكان هناك اتفاق ثلاثى جمع انجلترا
وفرنسا وبلجيكا لضمان استقلال اثيوبيا وتم الإشارة لمسألة الحفاظ على تدفق المياه
وكميتها
مصر والسودان
بدات مصر والسودان فى عقد عدة مفاوضات من 28 فبراير
1922 ووصلت إلى عشرة مفاوضات لم تنجح منها إلا
واحدة ( مفوضات النجاس باشا وعدلى يكن من الجانب المصرى
مع محمد محمود باشا من الجانب السودانى) ونجحت المفاوضات عبر تبادل
خطابين تم اعتبارهما اتفاقية 8 نوفمبر 1929 وهما خطابين ملزمين للطرفين وكانت
هذه أعلى درجة لتسيس مسألة مياه النيل
وبعد حصول السودان على الاستقلال 1956 كان
من الضرورى إعادة اتفاقية 1929 مع مصر وتم تشكيل وفد من مصر
برئاسة زكريا محيى الدين ومن السودان برئاسة اللواء محمود طلعت فريد
لضمان تقسيما عادلا للمياه وموافقة السودان على إقامة السد العالى ومن حق
السودان إقامة سد الروصيرص
وأسست اتفاقية 1929 للجنة الفنية لمياه النيل والتى على
إثرها تمت ثلاثة معاهدات هامة جدا فى التسعينات ما بين مصر ودول
المنبع ففى عام 1990 كانت هناك اتفاقية بين مصر وأوغنده وعام 1991 بين مصر
ورواندا وعام 1993 بين مصر وأثيوبيا وهذا رغم إصرار الغرب والصهاينة
حينها على تخريب هذه الإتفاقيات وعرقلتها
دول حوض النيل
تضم دول حوض النيل عدة ثقافات
تنتمى للإسلام وللعرب وللقبائل الأفريقية وغير ذلك من الثقافات المحلية
المتنوعة فى كل دولة على حدة وفى كل منطقة على حدة من
ذات الدولة
أوغندا
تقع اوغندا فى قلب القارة الأفريقية
حيث تحتوى بداخلها على جزء من بحيرة فيكتوريا أو بمعنى أدق
تحتوى بحيرة فيكتوريا على الجزء الجنوبى الشرقى من أوغندا
وهناك دراسات تؤكد أن تربة النيل تمثل ما
يقارب 98 بالمائة من مساحة هذه الدولة وتحدها كل من كينيا وجنوب
السودان والكونغو الديمقراطية ورواندا
وتبلغ مساحة أوغندا 236 ألف كيلو متر منها
199 ألف كيلو متر يابسة وأهم مدنها العاصمة كمبالا وبها
مدينة عنتيبى الشهيرة وتقع أوغندا على مرتفعات تصل لأكثر من
1200 كيلومتر من إرتفاع سطح البحر وتتميز أوغندا بغناها بخام
النحاس والكوبلت
وتشتهر أوغندا مثل جيرانها بتلك المنطقة
بزراعة محصول الشاى هذا المحصول الهام جدا والتجارى والذى يدر دخلا
قوميا كبيرا لهذه البلاد
ويبلغ عدد سكان أوغندا ما يقارب من
33 مليون نسمة من أعراق مختلفة من الباجندا ويمثلون 17 بالمائة من السكان
ثم بانيا كول ويمثلون ما يقارب 10 بالمائة من السكان
والباسونجا 9 بالمائة من السكان و الباكيجا 7 بالمائة من
السكان وعدد من الأعراق الأخرى
وجاء اسم أوغندا من مملكة
بوكندا واستقلت أوغندا من الإحتلال الغنجليزى عام 1962
ويتحدث الأوغنديون اللغتا السواحلية والإنجليزية
واللوكاندا
الكونغو الديمقراطية
ومن دول حوض النيل أيضا جمهورية الكونغو
الديمقراطية والتى كانت تسمى زائير حتى عام 1997 وهى بلد غنية
بالأنهار مثل نهر الكونغو او نهر زائير شديد التدفق
ويعتبر الطريق النهرى عبر نهر زائير من أهم الطرق الرئيسية
عبر بلاد الكونغو الديمقراطية التى تتميز بتشابك الغابات ويمر
عبرها نهر النيل الذى ينبع من بحيرة فيكتوريا
وبها غابات كثيفة حيث تبلغ ثلث مساحتها غابات
مدارية و تشكل الزراعة موردا هاما وعملا أساسيا لسكان الكونغو
الديمقراطية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق