قصة مسجد حسن برعي بطهنشا محافظة المنيا



 
تقرير حجازي الرفاعي


افتتح أهالي طهنشا بمحافظة المنيا مسجد حسن برعي والذي يعد من أهم مساجد محافظة المنيا بصفة عامة وليس طهنشا فقط، حيث أنه أول مسجد بمحافظة المنيا يستخدم به المنبر ذو الثلاثة درجات على غرار منبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،حيث كانت المساجد تستخدم المنبر السلاطيني الكبير.

وتأتي إعادة بناء المسجد بعد موافقة وزارة الأوقاف على إعتماد إعادة البناء بالجهود الذاتية في غضون 12 شهر، وقد كان ،وذلك بفضل تبرع أبناء القرية من العاملين بالخارج وتبرع عدد من أهالي القرية.

وللمسجد تاريخ كبير يشهد على مدى رقي أهالي القرية واهتمامهم بصحيح الدين والبعد عن المغالاة والتطرف ؛ ولصاحب الاسم أيضا تاريخ يجب أن يعرفه الجميع, حيث قام أيضا بإنشاء سبيل لري الحيوانات في تلك القرية وذلك في سابقة هي الأولى أن يشيد سبيل لري الحيوانات في قرية في جمهورية مصر العربية.


عرف المسجد في بداية الأمر باسم مسجد الجمعي  الشرعية وذلك منذ عام 1948؛ حيث قام حسن عبد الرحمن برعي بإنشاء المسجد بمساعدة من محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية في مصر وتم ضمه للأوقاف باسم مسجد حسن برعي خلال فترة التسعينات.

وبداية قصة انشاء هذا المسجد كانت بسبب محاولات من حسن برعي نشر تعاليم السنة،وعندما وجد انتشارا للطرق الصوفية بالقرية من جهة، وانتشار بعض البدع والتخلف من جهة أخرى، وعندما كان يحاول تعليم الناس صحيح الدين كان يحارب من بعض العلماء في ذلك الوقت.وكان ويتعرض لمشاكل كثيره وهذا قدر كل من يريد أن ينير العقول في أي مكان، وتقابل مع عدد من الشيوخ بقرية طهنشا ،وذلك في ضيافة عمدة القرية حينها الحاج حسن أبو السعود الأمر الذي أدخله في جدل عقيم معهم ،حيث أنهم أرادوا الجمود، ويرفضون التطوير.

وحاول حسن برعي البحث عن حل فتقابل مع محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية في الخيامية المتفرعة من شارع الأزهر بجوار بوابة المتولي بالقاهرة، فقرر مساعدته ببناء مسجد بالقرية فأنشأ المسجد على مساحة ضئيلة جدا بجوار منزل الشيخ أحمد أبو الفضل، وهو ما يعرف الآن في القرية بالكتاب.

منبر ثلاثة درجات

 وأنشأ منبرا على غرار منبر الرسول صلى الله عليه وسلم ،وذلك كأول مرة في محافظة المنيا إنشاء منبرللمسجد بثلاثة درجات، بدلا من جميع منابرالمساجد على الطريقة السلاطينية الكبيرة ، وعندما ازداد الناس وازدادت الطرق الصوفية بالقرية وأراد الناس التعرف إلى الدين الصحيح وعرفوا الفرق بين السنة والبدعة تم إنشاء المسجد في مكانه الحالي بالقرية في منتصف البلد ،وكان الإنشاء بسيطا فلا يستوعب إقامة أدوار أخرى عليه.

التفكير في التوسع

ومع زيادة أعداد السكان جاءت الحاجة إلى إعادة بناءه ليستوعب أي حاجات مستقبلية ويستوعب تزايد أهالي القرية، ومع علم الجميع بأن وزارة الأوقاف لاتستطيع إدارج المسجد في خطة التطوير فب القريب ،حيث حضر مندوب من وزارة الأوقاف لمعاينة المسجد، وعمل التقرير الهندسي، جاءت الموافقة على إعادة البناء بالجهود الذاتية شريطة أن يتم ذلك خلال 12 شهر، والتعهد على ذلك من شيخ القرية نفسه ؛ فقرر أهالي القرية من العاملين بالخارج وخاصة فى الكويت والإمارات وقطر بجمع تبرعات.



الجمعية الشرعية ، ومسجد حسن برعي

ويقول المهندس اسماعيل أحمد رئيس فرع الجمعية الشرعية بالمنيا ورئيس مقر الجمعية الشرعية بقرية طهنشا أن المسجد كان باسم الجمعية الشرعية وفي التسعينات وبسبب المشاكل الأمنية في ذلك الوقت قامت وزارة الأوقاف بضم كل المساجد وضمت المسجد باسم مسجد حسن برعي، حيث لم يكن أحد متواجد حينها من الجمعيو الشرعية ،لذلك تم الضم باسم مؤسس المسجد بالقرية


أبناء طهنشا بالخارج

وأضاف أن ابناء القرية من العاملين بالخارج ساهموا في التبرعات
وذلك لأننا نريد توسعة المسجد حيث كان تصميمه القديم مثل باقي التصميمات في ذلك الوقت يعتمد على ترك مساحات ويصمم على أشكال هندسية معينة، لذلك أردنا ضم مثلث من الجهة الشمالية ومستطيل من الجهة الشرقية لم تكن مستغلة، وكانت مساحات مهدرة رغم الحاجة إليها ،ونحاول بناء المسجد ليستوعب أية تطويرات مستقبلية إذا لزم الأمر.

سبيل لري الحيوانات

وحول السيد حسن برعب مؤسس المسجد ذكر المهندس إسماعيل أحمد قصة تدل على مدى إخلاصه وأهالي القرية ومدى فهمهم لصحيح الدين حيث كان أحد أبناء القرية في ذلك الوقت وهو أحمد إسماعيل حسين عبد الواحد ويعمل معلما للمرحلة الإبتدائية وذهب في بعثة إلى إنجلترا لتجويد التعليم بمصر ،وهناك وجد أن جمعيات الرفق بالحيوان تقوم بإنشاء ما يشبه السبيل (مكان لشرب المياه متاح في الشوارع) وذلك لإسقاء الحيوانات فعندما رأى ذلك أخبرهم أن الإسلام والمسلمين هم أكثر الناس رحمة بالحيوان، وأخبرهم بالحديث الشريف الذي يقص أن امرأة دخلت النار في هرة لاهى أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ودخل رجل الجنة لأنه سقى كلبا ..فعندما رجع لقرية طهنشا بالمنيا قص ذلك إلى حسن برعى فأنشأ أول سبيل مخصص للحيوانات والمواشي في قرية بجمهورية مصر العربية، وكان هذا السبيل بجوارمدرسة طهنشا الابتدائية الجديدة بأول البلد وكانت المواشي والجمال تروى منها وقرر تخصيص فدان ونصف الفدان وقف للطلمبة وللسبيل وأوقف أيضا فدانا ونصف أخرى للمسجد واستمر السبيل هذا حتى وقت قريب إلى أن دخلت مياه الشرب للقرية





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق