الفيلسوف المصرى الدكتور مراد وهبة أحد أبرز علماء الفلسفة الحاليين وله العديد من الرؤى حول إصلاح المنظومة التعليمية وحول الاوضاع السياسية وسبق واصطدم كثيرا فى محطاته الحياتية وكانت أبرزها فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ويرى أن المستقبل للإنسان الكونى المتحضر بينما من يرتبط بالأرض سيعتبر من البقايا والحفريات على حد قوله
كما يرى أن المجتمع ينتظر من الفيلسوف أن يدفعه للأمام بعيدا عن التخلف وما أسماه الأصولية الدينية على حد تعبيره وحول تطوير التعليم يرى أننا نعلم الطالب كيف يبدع وكيف توصل الآخرين لإبداعاتهم
أكد الدكتور مرارد وهبة الفيلسوف الكبير خلال لقاءه بأحد البرامج التليفزيونية أن الفلسفة تهدف لتطوير المجتمعات الإنسانية وأن الحضارة هى نتاج لإبداع العنصر البشرى وقال أن للفيسلوف دور مهم فى نقل المجتمع المحيط به للتطور والأمان وجعل هذا المجتمع بدورة ينقل المجتمعات الأخرى والإنسانية كلها للتطور وأشار أن الحضارة البشرية كانت تنظر للكون من منظور واحد وهو منظور الأرض ولكن فى المستقبل سيطور الأمر ليكتشف الإنسان الكون من منظور الكون نفسة وسينتج عن ذلك مجتمعات إنسانية كونية بينما من يظلون على الأرض ولا يحاولون التطور أو النظرة الفلسفية للكون سيكونون مثل الحفريات العاجزة عن مواكبة مطلبات الحياة الحديثة
ويقول الدكتور مراد وهبة أنه درس الفلسة بجامعة فؤاد الأول التى أصبحت جا معة القاهرة حاليا ودرس على يد أستاذ الفلسفة الإسلامية محمود الخضيرى الذى كان يحاضر لهم فلسفة ابن سينا والتى كانت معقدة جدا وكانت رؤية الدكتور محمود الخضيرى أكثر تعقيدا فقرأ أيضا بنفسة لفلسفة ابن رشد التى كانت تتسم بالعقلانية مقارنة بفلسفة ابن سينا التى كانت فلسفة اسطورية ولفت انتباهه أن لفلسفة ابن رشد أثر كبير فى التيارات الرشدية اللاتينية بينما لا يجد لها أثر للفلسفة العربية فأراد أن يفعل قيمة الرشدية العربية
وفى 1977 حضر الدكتور مراد وهبة مؤتمرا للفلسفة الإسلامية فى سان فرانسسكو فى جمعية فلسفية إسلامية برئاسة محسن مهدى العراقى الأصل واستاذ بجامعة هارفارد وقدم بحث بعنوان (ابن رشد والتنوير) وهذا البحث تطرق إلى أن الأوربيين فى القرن الثالث عشر قاموا بالتعتيم علية فأراد أن يبحث عن سبب ذلك مع الدكتور محسن مهدى وعندما عاد إلى مصر طلب من عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة إجراء مؤتمر عن الإسلام والحضارة فرفض العميد فاقترح أن يطلب ذلك من رئيس الجامعة فرفض بدورة رئيس الجامعة وذلك بسبب موضوع المؤتمر فقال لرئيس الجامعة أنه لديه معجم فلسفى عربى ومعجم فلسفى غربى وترجم المصطلحات ويمكن استعادة الفلسفة الإسلامية حيث أنه فى ذلك الوقت كانت المعاجم والمصطلحات إما فلسية عربية فقط أو فلسفية غربية فقط لكن لم يكن هناك معجم فلسفية تشمل الإثنين ومترجمة وتبرط المصطلحات ببعضها واقترح أن يخاطب شيخ الأزهر فكتب خطابا له وكان حينها الشيخ بيصار والحائز على الدكتوراة من جامعة السربون وكان شيخا متسع الأفق فتفهم ذلك ورحب بفكرة المؤتمر ودعا كبار المشايخ لمأدبة عشاء بمنزلة قبيل التمهيد للمؤتمر ولكن فوجئ الدكتور مراد وهبه أن الجمعية الفلسفية الإسلامية بأمريكا ترفض حضور المؤتمر وعلم بعد ذلك أن السبب فى ذلك تخوفهم من أفكار الدكتور مراد وهبة شخصيا فلم تكن مشكلة وأجرى الدكتور مراد وهبة هذا المؤتمر بدون الجمعية الفلسفية الإسلامية الأمريكية وكان موضوعه مفارقة ابن رشد حى فى الغرب وميت فى الشرق ) وكانت أسباب إهمالة فى الشرق اتهامة بالإلحاد والكفر أما فى الغرب رحبوا به وذلك لقصة تاريخية حيث كان إمبراطوا ألمانيا فريدريك الثانى لا يحب السلطة الدينية المدعمة بالإقطاعيين وكان متعاطفا مع طبقة بدأت تتصاعد وقتها وهى طبقة التجار ونصحه مستشاروه ومن بينهم الفلاسفة بضرورة ترجمة مؤلفات الفيلسوف العربى ابن رشد وذلك فى سبيل نجاح معركتة فى القطاء على السلطة الدينينة والإقطاعيين فأصدر قرارا بترجمة مؤلفات ابن رشد إلى العبرية واللاتينية وقام الفلاسفة بالتمهيد لفلسفة ابن رشد وأفكاره وبدأت المعركة فى أوربا مع ابن رشد أو ضد ابن رشد وفى القرن الثالث عشر حصل تعتيم على ابن رشد
وأشار الفيلسوف الدكتور مراد وهبه إلى أهمية الإبداع فى الحضارة الإنسانية حيث ان مكونات الحضارة الإنسانية لا تسمح أبدا بمواصلة الظلام والتخلف وتنشأ الحضارة بسبب الإبداع فى التعامل مع المواقف وهناك معوقات للإبداع ويسميها الدكتور مراد وهبه المحرمات الثقافية والسبب هو تقديس الموروث ولكن التطور لا يرحم والبقاء للأصلح ومن يتبقى متسمكا بالرجعية سيتحول إلى حفريات
وقال الدكتور مراد وهبة أن التعليم يهدف للمشاركة فى تطوير الحضارة بلا توقف والإنسان وجد نفسه فى كون فسيح فأراد الشعور بالأمان وحتى يومنا هذا مازلنا نتعرض للكوارث والأخطار المتخلفة والأمراض ولذلك يحاول معالجة كل هذا ليستأنس الكون ويعيش فى أمان
وأضاف أن الإنسان مع تطور حضارته وصل لغزو الفضاء فى محاولة لإكتشاف الكون فسابقا كنا نكتشف الكون ونحن على الأرض بينما حاليا نكتشف الكون من خلال الكون فنظريات نبيوتن وأينشتاين كانت تكتشف الكون من الأرض ولكن مستقبلا سنقتحم الكون وستتيح السباحة فى الفضاء اكتشاف قوانين الكون الحقيقية التى مازلنا نبحث عنها وربما تكون هناك مدن ونعرف ماهية الفضاء وقال أن الخيال العلمى مطلوب وهو رؤية علمية مستقبلية وإن لم تكن مبنية على أسس علمية فهى درب من دروب الاوهام التى لا طائل منها ويستلزم الخيال العلمى الرؤية والبحث وإجراء تجارب للوصول للتجول فى الفضاء ومع الوقت سيكون هناك إنسان كونى ويتحول الإنسان الأرض لمجرد نوع من الحفريات
وحول واقع التعليم يقول الفيلسوف مراد وهبه أن المنظومة التعليمية فى معظم دول العالم تعانى من أزمة بسبب تغلغل الأصوليات الدينية وفى مقدمتها الأصولية الإسلامية المتمثلة فى الإخوان المسلمين التى تغلغلت فى جميع المؤسسات بدول العالم وبالتالى تشكو المنظومة التعليمية من التخلف حيث تجولت فى عدة دول ووجدت أيضا أن الفلسفة تعانى أزمة بسبب تغلغل الأصوليات الدينية حيث أن الأصولية الدينية تلغى العقل وتقهر الإنسان بدعوة إنتظار الآخرة ويتحول الإنسان بتركيزة لخيرات الآخرة ومن أمثلة ذلك الشاب الذى فجر الكنيسة القبطية ترك رسالة مفادها إلى اللقاء فى الجنة لذلك لو تغلغلت الفكرة فإن المنظومة التعليمية فى خطر
وقال أن المنظومة التعليمية فى مصر من المدارس والجامعات متخلفة لعدة أسباب أن استاذ الجامعة يلزم طلابة بقراءة كتابه فقط وبذلك ينحصر الطالب الجامعى بفكر أستاذه فقط دون غير ويأتى الإمتحان من مؤلف الأستاذ الجامعى دون غيرة بل يتابع المعيد أفكار أستاذه ويناقش رسالة الدكتوراة وفقا لرؤية أستاذه ليتحول لنسخة أخرى غير مبدعة من أستاذه وأشار إلى إختراع يصفه بالمتخلف وهو نظام الشيت وهى ورقة منفصلة فى أخر الكتاب يحضر بها الطالب الجامعى لإمتحان الشفاهى وبذلك يجبر الطالب بشراء الكتاب وهكذا فيجب أن يكون أساس العلم الإبداع
وقال الدكتور مراد وهبه يجب أن يعلم التلميذ كيف اكتشف العلماء قوانين الفيزياء والكيمياء وكيف توصولوا إليها فيجب أن يتعلم الطالب كيف يبدع
ولإصلاح التعليم يقول الدكتور مراد وهبة يجب ان تتعامل الأسرة أولا مع الطفل الرضيع على أنه عقل مكتمل ونشجعة أن يسأل ( لماذا) فهو سوف يستوعب إجاباتك ولكن لا تسعفة اللغة أن يوضح لك أنه استوعبها لكن يجب أن يعلم الأب والأم أن الأبناء يستوعبون الإجابات وأشار الدكتور مراد وهبه أن هناك حضانة فى كندا كان بها أحد أحفادة مكتووب على لافتة الحائط بها كلمة أنا أندهش وهذا هو السبب الحقيقى لخلق الفيلسوف والعلم وهو الإندهاش ومحاولة معرفة السبب
وحول أسباب تعرض الدكتور مراد وهبه للإعتقال فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات قال أنه بدأ يعارض نظام السادات بشدة منذ عام 1974 بسبب قانون الإنفتاح الإقتصادى حيث أصدر قوانين بضرورة تعامل النبوك والمصارف بالعملة الوطنية فأصبح الدولار متاحا بالسوق السوداء لدرجة أن تلجا الحكومة لأباطرة السوق السوداء والذى يعتبر بمثابة الرأسمالية الطفيلية ولا تقل خطرا عن الأصولية الدينية بل مهدت الأسمالية الطفيلية بعد ذلك بظهور الأصولية الدينية ونشات علاقة عضوية فى كل بلاد العالم وكانت مصدرها مصر لذلك كنت أنتقدر الرئيس السادات بشدة فكتبوا عنى تقرير أعتقلت بسببه وكان به أن هذا الأستاذ أخطر أستاذ على النظام فى الجامعات المصرية فتم رفضى رغم أنه كان لدى مؤتمر بالخارج لم أتمكن من حضورة وحاول بطرس غالى وزير الخارجية حينها مساعدتى ولكن باءت محاولته بالفشل وعدت للجامعة فى بدايات عهد الرئيس مبارك
وقال الدكتور مراد وهبه أن المجتمعات تحتاج من الفلاسفة ان تقوم بالتطوير وتدفع المجتمع للخروج من الرجعية والتخلف
وأشار إلى مدى علاقة الفلاسفة بمجتمعاتها وبالسلطة حيث ذكر سقراط بالقرن الرابع قبل الميلاد عندما وجد أن الشباب لا يعجبوه و المجتمع يعتنق فكر متخلف فأراد تنوير المجمع وتحاور مع الشباب فأزعج السلطة فقالوا له إما أن تعدم وإما أن تتوقف عن أفكارك فرفض التوقف عن أفكارة ونال إعادمة بموافقة منه وفى القرن العشرين كان هناك فيسلوف فى ألمانيا فى عهد هتلر وانضم للحزب النازى و واسند له هتلر إدارة الجامعة ولكن بعد أن أكتشف أن النظام النازى ضار بالتقدم استقال من الجامعة ومن الحزب واعتزل السياسة وظل على مبدأه بينما على جانب آخر هناك فيلسوف أيرلندى فى القرن الثامن عشر خاف على بريطانيا من الثورة الفرنسية لإالف كتابا ضد الثورة الفرنسية وبذلك هو فيلسوف رجعى وفى القر العشرين نشأ حزب أصولى مسيحى فى أمريكا يؤمن بمادئ هذا الفيلسوف الرجعى ويطالب بمنع تدريس نظرية التطور بالجامعات
وأوضح الدكتور مراد وهبه أن للإنسان عقلين أحدما يفكر والآخر ينتقد من يفكر به العقل الآخر والعقل الذى ينتقد الأفكار هو التفلسف مما يؤدى للتطور ودفع الآخرين للتطور والرقى
وحول رسالة الدكتوراة للدكتور مراد وهبه والتى كانت عن فيلسوف فرنسى هنرى بيرلسون الذى كان يهتم النواحى الدينية وهو ما يخالف توجه الدكتور مراد وهبه التحررى أكد انه التقى فى أثانء دراستة بكلية الآداب بثلاثة تيارات فكرية مختلفة منهم الشيوعيين ومنهم الإخوان ومنهم بعض السوريين من معتنقى أفكار حزب البعث فتعرف على السوريين وكانوا حينها يهتمون بدراسة فلسفة بيرلسون وترجموا مؤلفاته ففوجئ الدكتور مراد وهبة أن بيرلسون العدو الأول للشيوعية ورغم أنه يهودى إلا أنه يستجيب للأفكار المسيحية فى إطار فكرة معينة وقال أن الدين عندة نوعين دين منغلق وهو دين المجتمع ودين منفتح وهو دين الأفراد فتعجبيت لهذا التمييز وقال وهبه أن لدي هذا الفيلسوف فكرة للتطور وله فكرة جريئة ومنظور جرئ على الذات الإلهية وغير ذلك فكنت أهتم بدراستة
وقال مراد وهبه أنه يامل أن تخرج مصر من العصور المتخلفة الوسطى المحمومة بالإخوان المسلمين إلى العصور الرشدية العربية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق