ماذا نفعل لتنمية الخريجين فى مصر ومحاربة البطالة؟




   

    تتمثل أزمة البطالة فى مصر فى عدة  أسباب منها الفجوة بين المؤسسسات التعليمية وسوق العمل ومنها عدم توافرقاعدة بيانات حول العمالة والخريجين وبين فرص العمل المتوافرة ومتطلباتها ومنها عدم وجود فرص حقيقية لإستيعاب الشباب وتأهيلهم لإنشاء مشاريع صغيرة ومنها الصورة الذهنية والإنطباع لدى الأسر المصرية حول أهمية العمل الإدارى والنظرة الدونية للتعليم الفنى وكل هذه الأسباب تحتم على الجهات الحكومية والقطاعات المعنية بسوق العمل لضرورة إعادة تدريب الخريجين وتأهليهم لسوق العمل المتاح وضرورة إعادة النظر فى المؤسسات التعليمية والإهتمام بريادة الأعمال وإعادة الإهتمام مجددا بالعمالة الفنية حيث تشير الإحصاءات العالمية أن العمالة الفنية هى عصب الحياة بجميع الدول فلكل 12 عامل يوجد إدارى واحد فقط وهذا على العكس تماما فى مصر حيث لدينا من خريجى الجامعات ما يوازى عشرة أضعاف خريجى المعاهد الفنية

        وتبحث  الحكومة والجهات المعنية بالعمال فى مصر كيفية معالجة أزمة البطالة من جهة ومن جهة أخرى سبل إعادة التأهيل والتدريب لخريجى الجامعات والمعاهد الفنية لتحسين أداء القوة العمالة وإكسابهم مهارات لتغذية سوق العمل بكوارد مدربة قادرة على الإنتاج والتنمية للمجتمع المصرى




   وحول حتمية إعادة النظر فى النظام التعليمى بمصر يقول الدكتور عصام فوزى مدير التدريب بالجامعة العمالية  أنه لم يعد يقتصر دور المؤسسات التعليمية فى العصر الحديث على المحافظة على التراث الثقافى والعادات والتقاليد بل أصبحت تهتم بخدمة المجتمع وتساهم فى حل  مشاكله ويجب أن تمد سوق العمل بالكوادر البشرية التى يحتاجها, وتتمثل المشكلة فى مصر فى انفصال كامل بين المؤسسات التعليمية وبين القطاعين الحكومى والخاص ولم تخرج المدارس أو الجامعات كوادر مناسبة لسوق العمل  لذلك يجب الإهتمام بالإبتكار ومهارات التواصل ويجب الإهتمام بتنمية مهارات الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل ويجب أن نعلم أن 90 بالمائة من سوق العمل يعتمد على المنتجين والعمال وليس الإداريين

    وأشار الدكتور عصام فوزى أن مشكلة البطالة فى مصر متمثلة ايضا فى الصورة الذهنية لدى العامل والإهتمام بالعمل الإدارى فقط لذلك ستعقد  الجامعة العمالية برامج تدريبية بالتعاون مع أربعة جهات وهى وزارة القوى العاملة والتى تهتم بتحسين وجودة العمل  وإتحاد عمال مصر والذى يهتم بحقوق العمال ووزارة التعليم العالى والتى  تقوم بالتدريس العلمى البحثى والأكاديمى وذلك تحت مظلة المجلس الأعلى للجامعات لبحث تحويل الجامعة العمالية لجامعة تكنولوجية فنية  

    وقال الدكتور عصام فوزى  أن  الصين نجحت فى القضاء على البطالة من خلال العمل الأسرى وتأهيل الأسر والقرى للعمل لتغذية المصانع الكبيرة ولكن لو تعاملنا فى مصر بنفس الفكر الجامد فلن نصل للتجربة الصينية فنحن فى حاجة لإرادة فعلية للتغير  وإرادة العمل وإسناد الإدارة للأشخاص القادرين عليها ولدينا مشكلة فى المشروعات الصغيرة  فبدل من النظر لهذه المشروعات أنها تخدم الإقتصاد المصرى فنجد أن البنوك تنظر للقروض على أنها ديون يجب سدادها وتطالب بضمانات تعجيزية  فيجب تغيير طرق التعامل مع الشباب

  وحول ضرورة تأهيل الشباب لسوق العمل يقول الدكتور  عنتر سليمان خبير التنمية البشرية والإدارية أن هناك ثلاثة مكونات للتأهيل فهناك التأهيل العلمى ثم التأهيل المهنى وهذا متوافران ولكن ما ينقصنا هو التأهيل الشخصى للعامل والخريج بيحث يكون مقبل على العمل وهذه هى الحلقة المفقودة فى مصر وإحدى مشاكل العمل بمصر هو عدم توافر التدريب الشخصى وقديما كان لدى الأجيال السابقة الرغبة فى التطوير ولكن يتميز الجيل الحالى بقدر من الرفاهية واستخدمات وسائل التواصل الإجتماعى والترفيه  ورغم ذلك فإن أمكانية التاهيل الشخصى ممكنة وذلك من خلال استغلال عامل الوقت فلدينا إجازة صيفية طويلة يجب استغلالها لتجمميع الشباب للعمل التطوعى  وأن يحترم قيمة الوقت وقيمة العمل ويعلم أن المال عبارة عن جهد مبذول وطاقة عمل ووقت يجب أن ننضبط فيه

   واضاف الدكتور عنتر سليمان أننا نحتاج للتدريب والتأهيل ليس فقط للشباب بل للمدربين أنفسهم فيجب الإعتناء بالمدربين فكل مدرب يمكنه تدريب مائة شباب  كل مرة  فلو تم الإهتمام بنوعية التدريب المناسبة لهم سينعكس ذلك على ملايين الشباب فى فترة وجيزة

  ويقول الدكتور عمرو سليمان  خبير ريادة الأعمال بمنظمة العمل الدولية أن ريادة الأعمال متواجدة بكل الدول ولكنها غير منتشرة بمصر فهى اسلوب حياة أكثر من كونها مناهج وهى تنمية للفكر الإبتكارى والإبداعى للطلاب والشباب

      وقال  أن ريادة الأعمال يجعل من كل شاب أن يطمح لأن يكون صاحب مشروع ولو صغير ويجعله موهوب فى مجال عمله وكان هذا الفكر وريادة الأعمال سائدا فى ثلاثينيات ووأربعينيات القرن الماضى ولكن مع العصر الإشتراكى فيما بعد ارتبط العمل لدى الناس بضرورة الحصول على شهادة ولكن  يجب أن نهتم بالكفاءة وليست الشهادة   والنظام التعليمى فى مصر  يعجز عن تخريج الكفاءات  ومع العلم  إن  هنا كفاءات  تخرجت  من هذا النظام التعليمى ولكنها استثناء   ومن أمثلة التى تؤكد ضرورة إعادة النظر فى النظام التعليمى بمصر انتشار الدروس الخصوصية لطلاب الثانوية العامة رغم علم الجميع أنها ممنوعة   واهتمام طلبة الجامعات بشراء الكتاب الجامعى والتعليم النظرى

   ووضع    الدكتور عمرو  سليمان روشتة لإصلاح العمل الفنى بمصر  فقال يجب وضح حلول غير تقليدية وطالب بضرورة عمل مدارس للتأهيل للجامعات  فبدلا من انصراف العديد من مدارس التعليم الصناعى فيجب على رجال الإعمال بالتعاون مع الحكومة تأسيس مدارس التعليم الهندس  وبدلا من دخول كليات الهندسة عبر الثانوية العامة  يجب  ألا يدخل كلية الهندسة إلا خريجى  مدارس التعليم الهندس وبذلك سوف تتسع قاعدة التعليم الفنى بمصر وبالتالى  القضاء على أزمة نقص العمالة المدربة وبالتالى حل  جزء كبير من كابوس البطالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق