مشروع الأتوبيس الذكى بالقاهرة نعمة أم وهم جديد؟



  

          مع  دخول مشروع النقل الجماعى الذكى  (الأتوبيس الذكى) حيز التنفيذ بمحافظة القاهرة  تباينت الآراء بين  من يرونها خطوة سحرية  للقضاء على التكدس المرورى الخانق بالقاهرة  الكبرى وبين من يتخوف من أن تكون مجرد فكرة  تثبت الأيام فشلها مجددا  كسابقيها من أفكار مثل  تاكسى العاصمة منذ عدة سنوات

      و يعد (النقل الجماعى الذكى)  أو ما يسمى بالأتوبيس الذكى   أول  مشروع  مشترك بين مصر والإمارات  بتكلفة  مليار جنيه مصرى  وهو أحدث مشروعات شوارع القاهرة والذى تنفذه شركة مواصلات مصر بالتعاون مع محافظة القاهرة وهيئة النقل العام حيث  يهدف للتخفيف من التكدس المرورى كما أنه مجهز بتقديم خدمات مميزه  مثل  الواى فاى  وشاشات lcd و إمكانية شحن الاجهزة الذكية من  هواتف او  حواسب وغير ذلك  إضافة  لخدمات   أخرى كتطبيقات الهواتف لمعرفة  أماكن ومواعيد الوصول للمحطات المختلفة بالطريق إضافة لخدمة التكييف  وتبلغ قيمة التذكرة ستة جنيهات

   ودخلت الخدمة حاليا 180  سيارة  منها مائة سيارة مينى باص و ثمانون سيارة أتوبيس مكيفة وذلك للمرحلة الاولى  والتى بدات من الشهر الجارى وحتى  30 يونية 2018  لتصل إلى ثمانية عشر خطا

ويسعى الأتوبيس الذكى لخلق المرونة لدى شوارع القاهرة من خلال تشجيع أصحاب السيارات الخاصة بالتخلى عن مركباتهم  عندما يجدون كل الخدمات  الراقية  متاحة  إضافة إلى سرعة الوصول لأعمالهم فى أوقات  أقل مما كانوا يقضونها عبر سياراتهم الخاصة مما يساهم فى تقليل المركبات ويساهم أيضا على  توفير النفقات التى يتحملونها  لوقود السيارات الخاصة بهم وصياناتها

          وأكد العميد  عباس القطان  مدير العلاقات العامة بشركة الأتوبيس الذكى أن المشروع  دخل حيزالتشغيل التجريبى  هذا الشهر حيث  يجد الراكب نوع راق من الخدمة  عبر  سيارات مكيفة ومادة فيلمية مصورة تحدد خط سير الرحلة ومعلومات متكاملة  عن الرحلة
  وأضاف القطان أن  الخط التجريبى  يعمل حاليا  من المطار إلى دوران شبرا  عبر أتوبيسات 111  كما أن هناك  خطوط سوف  تدخل فى الخدمة تباعا ففى شهر أغسطس المقبل  يبدأ  العمل بخطين آخرين من المطار للمظلات ثم للزمالك وإمبابة  وخلال ثلاثة شهور سوف تدخل خطوط اخرى   لتصل للقاهرة الجديدة  وتصل إلى ميدان عبد المنعم رياض وفى  اول السنة المقبلة  إن شاء ستصل الخطوط حتى  6 أكتوبر والشيخ زايد  وتدخل  فى قلب الجيزة  أيضا  حتى محطة مترو جامعة القاهرة  وأكد ان هناك بروتوكول مع شركة متروالأنفاق التكامل بين منظومات النقل المختلفة بالقاهرة الكبرى

وأشار العميد عباس القطان  أن  الشركة ستقوم خلال الشهر المقبل بطرح الكارت الذكى حيث يتم شحنه بالقيمة المالية التى يرغب بها الراكب

  وحول المعوقات التى يمكن أن يواجهها مشروع النقل الذكى  أكد القطان أن الشركة ستتغلب على كل المعوقات المتوقعة حيث ستقوم خلال 60 يوم  بعمل تطبيقات للهواتف الذكية   لتوضيح أقرب محطة أتوبيس لمكان المستخدم  إضافة إلى  حساب  مدة الوصول   للمحطة التى يريدها   كما  تعمل الشركة على تتبع المركبات من خلال أجهزة التتبع جى بى إس   وطالب القطان  من مرور القاهرة بضرورة تخصيص حارة خاصة لأتوبيسات الشركة حتى يتسنى  لها  التغلب على عامل الوقت ومنافسة أصحاب السيارات  ومن خلال ذلك سيفضلون الذهاب لأعمالهم  من خلال الأتوبيسات الذكية

  وحول  مدى قدرة  الأتوبيس الذكى فى الاستمرار   رغم  منافسة المركبات الأخرى مثل الميكروباصات والمينى باص وغيرها  أكد القطان   أن الأتوبيس الذكى ينافس للبقاء من خلال تقديم خدمات جيدة  كما  تم انتقاء السائقين ممن كانوا يعملون بالشركات الياحية ويتم تدريبهم كما  تعاقدنا مع شركات الصيانة ولن يتم تشغيل أية مركبة إلا إذا كانت سليمة مائة بالمائة

   وحول   إمكانية  تعميم تلك التجربة  فى المحافظات الأخرى أو للنقل بين المحافظات قال العميد القطان أن الفكرة لو نجحت فى القاهرة الكبرى سوف يتم تعميمها حتما لتربط بين المحافظات

   وحول رؤيتة  لمدى قدرة  الأتوبيس الذكى على ضبط المرور  أكد العقيد عماد حماد مدير العلاقات العامة والإعلام  بمرور القاهرة    أن   الإنسياب المروى يأتى من خلال ضبط الأخلاقيات ومن خلال  وسيلة مرور جيدة   ومن خلال الطريق الممهد   وقال  أنه  كلما توسع  فى   خدمات الأوتبيس الذكى حتما  سيعمل على  تسهيل حركة المرور  والتوفير إقتصاديا

  وأكد  أن  الأتوبيس الذكى  يستهدف جلب أصحاب السيارات الخاصة من خلال توفير البديل الأفضل    وحول  امكانية  تخصيص  حارة  خاصة للأتوبيس    قال أن التجربة ممكنة  وقد  سبق  وتخصصت  حارة  خاصة بالنقل العام  مكان  سكة تروماى مصطفى النحاس بعد إلغاءها  وكان بها بعض العيوب  وسيتم التغلب على ذلك من خلال  تنفيذ الفكرة عبر الطرق الطويلة   والتى لا تقطعها إشارات  كما يمكن إنشار ممرات للناس حتى لا  تعوق حركة الطريق

   وحول   العيوب التى يواجهها الركاب  من  خلال  مركبات النقل العام  والوصول المتأخر  أكد العقيد حماد  أن الرقابة  الصارمة على السائقين  وعلى خطوط السير   تحد  من  تأخر  وصول  الأتوبيسات المحاطاتها بالموعد المناسب

  وحول  آراء  الناس  يرى  محمد الطواب ان الفكرة ممتازة وستساعد ولو قليلا  على حل  أزمة المرور  ولكن  يامل فى أن  تنصلح سلوكيات الركاب  ولابد من تنفيذ القانون

    وأكد   أيمن الأنصارى  أن الأتوبيس الذكى يساهم فى    حل    ازمة     المرور  عندما  يستوعب الاتوبيس الواحد       ما يوازى  خسمة  ميكروباصات     ومعظمهم من أصحاب السيارات الخاصة  فسيعمل على التوفير   المادى   وتوفير الجهد  وتقليل عدد المركبات بطرق القاهرة

  ومن جهة أخرى  هناك  من  يتحفظ قليلا  على  فكرة المشروع  ويتخوف من الإفراط فى التفاؤل  حيث يرى  السيد محمد شحاتة  رئيس الجمعية المصرية للنقل  أن  تطوير  المرور يحتاج للإسراع بتنفيذ المخططات التى تم الموافقة عليها ومنها النقل الحضارى  حيث سيقوم بحل أكثر من 80 بالمائة  من  مشاكل المرور بالقاهرة

وتقوم فكرة  النقل الحضارى بنفس فكرة الأتوبيس الذكى ولكنها تستوعب كل المركبات ووسائل النقل  ما عدا  الملاكى   ولكن  واجه مشروع النقل الحضارى عدة عراقيل  فالبرغم من موافقة  وزارة النقل عليه إلا أن محافظة القاهرة كانت تتخوف من  تبعات ذلك ونقل ملكية هيئة النقل العام لمشروع النقل الحضارى   على الرغم من أن  مشروع النقل الحضارى سيكون تابع لرئاسة الوزراء أو لجهة مستقلة بعيدا عن وزارة النقل أو محافظة القاهرة

  وأشار  محمد شحاته إلى ان  هناك مشروع استثمارى قدمه أحد الخبراء وهو الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الأسبق   وأضاف محمد شحاته أن هناك 17 مليون رحلة ميكروباص وملاكى ونقل عام بالقاهرة الكبرى  ومشروع النقل الحضارى  كان يهدف لاستيعاب  كل هذه المركبات بعيدا عن الملاكى فى  رخصة من جهاز النقل الحضارى حيث يصبح منظومة مسيطرة تستوعب الجميع

   ويرى   اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل بمجلس النواب  أن  مشروع الأتوبيس الذكى  بدون  دراسة  وقال أن حل مشكلة المرور يجب ان تبدأ بدراسة أسباب فشل التجارب السابقة  حيث   جاءت فكرة الأتوبيس المكيف سابقا  مما أدى لرفع   أجرة المواصلات  فقامت المركبات الاخرى برفع أسعار المواصلات وبعد ذلك تعطلت التكييفات بهذه المركبات وظلت الأجرة مرتفعة بلا جدوى  واشار أيضا  إلى  تجربة  تاكسى العاصمة حيث فشلت الفكرة

  وقال  اللواء  طعيمة     لكى يستغنى الناس عن سياراتهم يجب ان يعلموا تماما  توقيت قيام الأتوبيسات   والمدة التى يستغرقها للذهاب للعمل   وقال  حتى نحل مشكلة الموصلات  يجب عمل إشارات متوازية ولا نوقف السيارات  كما  نعمل حساب للرحلات  فكانت محطات الأتوبيس  فى السبعينات والثمانينات يدون عليها  أرقام الأتوبيسات التى ستأتى   ويجب أيضا تطبيق القوانين بحزم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق