هل نحن بحاجة لقانون ينظم حرية تداول المعلومات؟

    

  
    يتميز مشروع قانون تداول المعلومات  بأهمية كبيرة حيث يواكب العصر ومتطلباته ويواجه الجرائم الإلكترونية والأكاذيب والشائعات والتى تنتشر بسبب صعوبة  الوصول للمعلومة  ويضمن هذا القانون  حرية  الحصول على المعلومة للمواطن العادى   وفقا  للأمن القومى   وسيقضى على الأخبار المجهولةة  وعلى احتكار المعلومات

   ويرى عدد من الخبراء أن  هذا القانون  مهم   جدا  ولكن  يجب أن يأتى وفقا لضوابط محددة    حيث ان  حجب المعلومات  يعطى مساحة  للشائعات     وسيخلق القانون شفافية  بين الأكاديميين   وبين  فئات الشعب  وبين الحكومة والشعب


           و يعتزم  مجلس النواب  مناقشة مشروع  قانون  حرية تداول المعلومات  فى درو الإنعقاد   الثالث  فى أكتوبر المقبل   ،    وجاء مشروع القانون  وفقا للمادة   68  من الدستور  والتى تنص على  أن المعلومات والبيانات والإحصاءات والوثائق الرسمية  ملك للشعب  وتلتزم الدولة بتوفيرها 


          وتقول الدكتورة  هدى زكريا  عضو المجلس الأعلى  لتنظيم الإعلام خلال برنامج تليفزيونى  أن  قانون  حرية تداول المعلومات    قديم   ففى 1946  أصدرت  الجمعية العامة للأمم  المتحدة   هذا القانون     وهناك اكثر من  ثمانين دولة  تعمل  بقانون حرية تداول المعلومات وفق دساتيرها    كما أن لمصر تاريخ  برلمانى طويل من عهد الخديوى إسماعيل  وتضم مكتبة مجلس النواب كل الجلسات  التى تم انعقادها  طيلة هذه السنوات   إضافة   إلى أننا  نملك صرحا وثائقيا  آخر وهو  دار الوثائق     ونحن  نحرص  على  أن يكون للمواطن الحق فى الحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها  سواء كانت  سجلات  حكومية  أو مصادر إحصائية  ويجب أن  يتاح للمواطن إمكانية الحصول على كل الأوراق  التى يطلبها ويجدها  لدى الموظف المختص فهناك  بعض من الموظفين غير مدربين    أو غير قادرين على التعامل مع الجمهور  مما يعيق   ويعطل مصالح  الأهالى  والرجوع  لنفس المكتب  سواء  أرشيف أو غير ذلك عدة مرات بسبب نقص الأوراق  ووصلت لدينا شكاوى كثيرة بسبب عدم التمكن من الحصول على الأوراق

     وأضافت  أن ضوابط إتاحة تداول المعلومات  هى التى ترتبط بما يخص الأمن القومى   حيث المعلومات الإستخباراتية  أو العلاقات الحربية  أو العلاقات الدولية   وتختلف دائرة الأمن القومى من دولة لأخرى   وأضافت أن من حق المواطن الحصول على  الوثائق التى  تمر عليها  خمسون سنة    وهناك بعض الدول  تحدد ذلك  بمرور  25  سنة


        وأشارت الدكتورة  هدى  إلى  أن  القائمين على مشروع  حرية تداول المعلومات يهدفون  لتسهيل الإجراءات  بين المواطن والموظف المختص  وتيسير الأمور عليهما  والقضاء على البيروقراطية والتعقيدات التى يواجهونها


      وأكدت  د هدى زكريا  أن   القانون اهتم  بالقطاع الإعلامى  والصحفيين  فيهم الصحفى والإعلامى  الحصول على المعلومات  ولكن  هناك  بعض الضوابط  يجب أن تؤخذ فى الإعتبار   وهناك   أمور  من  المصلحة العامة   هى التكتم  على المعلومات   مثل     بعض   الجرائم التى يتم التحقيق فيها  فلو  تم  إتاحة المعلومات  وآخر ما توصلت إلية التحقيقات    ستعطى هذه المعلومات  الفرصة للمجرم  ان يفلت  وتؤثر بذلك على  العدالة  ولذلك    وضعنا فى القانون  محاذير محدودة   ووضعنا عقوبات  على  من يمنع  المواطن من الوصول للمعلومات

    وقالت  أن مشروع القانون  يهدف إلى  إتاحة المعلومات  ويهدف إلى الشفافية   وحجب المعلومات  مرتبط بمصالح الناس ففى الولايات المتحدة الأمريكية   هناك مشروع حماية الشهود   لعدم تعريض حياتهم  للخطر  والحجب  لدينا فى قانون المعلومات  محدود  بضوابط محددة للغاية

     وأشارت  الدكتورة  هدى زكريا  إلى أن لجنة حرية تداول المعلومات  تجتمع   منذ أكثر من شهرين ونصف  وقمنا بدراسة مقارنة  لكل الدول التى  اتخذت هذا القانون  ودرسنا القانون بكافة جوانبه   وسنقدم مسودة القانون  للحوار المجتمعى  وناقشنا  38 مادة


   وأكدت أن  الدكتور عماد الدين أبو غازى  وزير الثقافة الأسبق   والدكتور محمد لطفى  نائب رئيس مجلس الدولة  يعكفان على الصياغة القانونية  لأن الصياغة القانونية فى غاية الأهمية  وأكدت  أن  الصياغة القانونية ووضوع اللائحة التنفيذية  أمر مهم جدا  ويجب أن  يفهمها الجميع بلا لبس  ونحرص على أن يأخذ الوقت مجراه   وبمجرد ان يتم إنجاز القانون سوف  نجرى  برامج تدريبية   حول هذا القانون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق