مشروع قانون للنيل الموحد خطوة موفقة ولكن

  

 

     يعتبر قانون النيل الموحد خطوة موفقة للحفاظ على مواردنا المائية ولكن هناك بنود فيه قد يتم استغلالها  لتمييز بعض المواطنين عن بعض حيث هناك عقوبات تصل للحبس لذلك يجب الدقة جيدا فى تنفيذ القانون أولا للحفاظ على المورد المائى الذى وهبه الله لنا  وثانيا  لعدم استغلال تلك المواد بهذا القوانين لأغراض فى غير محلها

        وقامت وزارة الموارد المائية والرى بإعداد  قانون لحماية الموارد المائية يعرف بقانون النيل الموحد  وهومكون من 33 مادة وتمت الموافقة  عليه من مجلس الوزراء بعد مراجعته من قبل  وزارة العدل تمهيدا لعرضه على مجلس النواب  حيث استحدث القانون بابا خاصا للمياه الجوفية وفصلا لتناول أحكام التعامل مع مخرات السيول لضمان حماية البلاد

           ويعد مشروع القانون  خطوة جيدة لتوحيد  كل التشريعات المتعلقة بالرى والصرف الصحى والمنشآت المائية  لتيسير  التعامل  بين المنتفعين وأجهزة الدولة المختلفة  للحفاظ على موارد مصر المائية وللحد من سلبيات تعدد القوانين وفض الإشتباك وإزدواجية الإختصاصات بين الجهات الحكومية المختلفة  ويؤكد المسؤولين بوزارة الموارد المائية والرى أن مشروع القانون يحقق عدة فوائد بجانب معالجته للقصور فى القوانين الأخرى

   وفى تقرير  لوزارة الموارد المائية والرى قالت أن القانون الموحد يركز على تغليظ العقوبات على التعديات على نهر النيل وتحويلها إلى جناية بدلا من جنحة وذلك لحماية الموارد المائية لمصر كما يجرم مشروع القانون الجديد إهدار المياه حيث يتم تجريم زراعة المحاصيل الشرهة للمياه بعيدا عن المناطق المحددة حيث تستنزف تلك المحاصيل الموارد المائية لمصر مثل قصب السكر ومحصول الأرز والموز

        واستحدث القانون بابا خاصا بإدراة  المياه الجوفية ونظم المراقبة للخزان الجوفى وتنظيم الحركة النهرية والمراسى والعائمات كما استحدث فصلا للسيول يتناول مواجهة أخطار الأمطار والسيول والأحكام الخاصة بالحفاظ على مخرات السيول ومنشآت الحماية والأودية الطبيعية لضمان الإستفادة من مياه الأمطار والسيول فضلا عن الحماية من أخطارها   ويعد القانون جزا من استراتجية الدولة والخطة القومية للدولة فى مجال الرى والموارد المائية للعام 2037

   
  ويقول  الدكتور ضياء الدين القوصى  نائب رئيس المركز القومى لبحوث المياه ومستشار وزير الرى الأسبق  أننا فى حاجة لقانون جديد يتناسب مع  الندرة المائية  والزيادة السكانية الكثيفة حيث   أن الغرامات فى القوانين الحالية بسيطة جدا بسب أن  إنشاء القانون  الحالى كان من عشرات السنين وتبدلت الظروف فلا بد من  احترام مرفق المياه حتى لا نهدر ولا نسيء إستخدام المياه

    وقال  القوصى أن لدينا مشكلتين فى تطبيق القانون الأولى أننا لا نملك قياسات  حتى أحدد الكمية المتاحة للإستخدام للمزارع والمشكلة الأخرى تتمثل فى أن الملكيات مفتته حيث تبلغ  الأراضى الزراعية 10 مليون قطعة أرض موزع على  18 مليون حائز فالملكية فى المتوسط لا تتجاوز  نصف فدان

  وأشار  إلى أن المزارع الذى كان يخالف ويزرع محصول الأرز فى السابق يحصل على غرامة 500 جنيه فقط بينما  فى المقابل فإنه يحصل على أرباح تقدر بعشرة آلاف جنيه  لزراعة الأرز بدلا من زراعة محصول الذرة  فكانت الغرامة لا تجدى    وأكد أن تفعيل قانون الموارد المائية الموحد   كافى جدا  وشدد على منع الإستثناءات والتى تتمثل فى  التعديات على النيل بالبناء وغير ذلك


    ومن جانبة   يرى النائب  تادرس قلدس عضو مجلس النواب  أنه قبل مناقشة القانون الجديد يجب الوضع فى الإعتبار عدم تطبيق عقوبات الحبس بأثر رجعى  ففى السابق كانت الدولة تتساهل وكانت الجهات الحكومية ذاتها  تلوث مياه النيل من خلال مصانع القطاع اللعام بزعم أنه  لايوج د بديل لذلك  مما أدى لمصانع القطاع الخاص أن تحذو حذوها  وقال أننا نريد من القانون الجديد ان يعالج مشاكل المخلفات الصناعية والحد من المشاكل الكثيرة وحتما سيفيد هذا القانون  الوزارة بزيادة مواردها وسيفيد المجتمع


  وأشار قلدس إلى  أن  المجلس الأعلى للنيل مجرد حبر على ورق  فلا نجد له أية  أدوار    وأكد  اننا  سنبحث القانون فى مجلس النواب ونفحصه مادة مادة لمصحلة الناس   وشدد على  عدم  تغليظ العقوبات  بأثر رجعى   إضافة إلى أن  عقوبة الحبس التى يتضمنها مشروع القانون قد يؤدى لثورة  لدى الناس على المهندسين   ويجب على القانون مراعاة خلل الإجراءات فى القوانين السابقة








     وحول مشروع  قانون الموارد المائية الجديد يقول الدكتور يسرى خفاجى  رئيس الإدارة المركزية للأملاك بوزارة الموارد المائية والرى  أن  القانون يتضمن جميع أنشطة الموارد المائية والرى بكافة المجالات سواء كانت جوفية أو سطحية أو رى وصرف أو شواطئ وكل ما يتعلق بالنقل النهرى

     وصدر القانون  12  لعام  1984  بجهود من وزارة الموارد المائية والرى  وكان يتم تحسين القانون طيلة الفترات الماضية ليتواكب مع المرحلة الحالية ففى 2007 صدر قانون خاص بالنيل وفى 2008 صدر قانون خاص بالمياه الجوفية  ويحمل القانون الجديد جميع التعاملات مع الموارد المائية والرى من أملاك ونهر النيل ومنشآت  لتسهيل تنفيذه من خلال القائمين على إدارة تلك المنشآت والموارد

       وأكد الدكتور يسرى خفاجى أن القانون الجديد مر بأكثر من مرحلة وأكثر من إتجاه  حيث كانت الدولة تعد استراتيجية لتنمية الموارد المائية والرى  لعام 2050  إضافة للخطة القومية لمياه الرى التى ستستمر على مدى عشرون عاما من 2017 وحتى العام 2037  حيث تهدف الدولة لتوفير الإحتياجات المائية لكافة الإستخدامات وحسن   إستخدامها  , والإتجاه الثانى خلال مشروع هذا القانون هو التطلع لحماية البيئة المائية حيث نهتم فى وزارة الموارد المائية والرى بإدارة الإزمات والمخاطر المتعلقة بالموارد المائية وتقليل الآثار السلبية بها ونهتم بالخزان الجوفى وتحقيق إدارة متكاملة للخزان الجوفى الضحل والعميق

     وأشار د خفاجى  إلى أن الأحداث التى مرت بها مصر منذ ثورة يناير 2011 أدت لتباطؤ إنجاز مشروع  قانون موحد للنيل كما أن هناك تداخل فى الإختصاصات ما بين جهات ووزارات مختلفه مثل الزراعة والإسكان  أدت أيضا لتأخر إنجاز هذا القانون الموحد

       وقال الدكتور يسرى خفاجى  أن فلسفة القانون تتمثل فى عدة نقاط ومنها   تعزيز الامكانيات وتنمية كافة مصادر المياه وحسن إدارتها  وتعزيز إمكانات وزارة الموارد المائية والرى بحيث تعظم هذه الأملاك وتوفر إعتمادات مالية  ’  ويستهدف القانون أيضا تمنية الحفاظ على المياة من خلال استحداث مواد تحظر زراعة المحاصيل الشرهة للمياه  حيث ينظم عملية زراعة الأرز والمحاصيل الأكثر إستهلاكا للمياه  حيث  تناقش المادة 32 من هذا القانون أزمة المحاصيل الشرهة وتجرم من يخالف زراعة المحاصيل الشرهة للمياة بعيدا عن ما حدده القانون   ’  كما  استحدث القانون  حظر تشغيل طلمبات المساقى خارج النطاق التنظيمى منعا للإستهلاك الزائد للمياه ’  وألزم القانون  أصحاب  الآبار الجوفية بتركيب أنظمة للتحكم فى الإستخدام بحيث لا يتجاوز الكمية المقررة

      وأشار الدكتور يسرى خفاجة  إلى أن  أطوال المجارى المائية بوزارة الرى المتمثلة فى  شبكات الرى  والترع والمصارف تصل إلى 55 ألف كيلومتر ولكل كيلومتر بهذه الشبكة  منافع  فيمكن إستغلالها فى حالة ما لو زال عنها صفة النفع فعندما يتم التعدى على  منطقة زراعية فلا تحتاج حينها  للرى وبناءا عليه يصبح مصدر الرى  زائل عنه صفة النفع ولكنه مازالت تحت ولاية الوزارة فيمكن لوزارة الموارد المائية والرى من خلال المادة رقم   3  والمادة رقم 4 بالقانون   أن تنظم هذه العلاقة من خلال نقل الإشراف الإدارى لها لأى جهة من الجهات الإدارية للدولة للإستفادة أو الإحتفاظ بها لطرحة للإستثمار طبقا  للقانون رقم 89 لسنة 1998 والقانون رقم 67 لسنة 2010 وهو  قانون  المشاركة مع القطاع الخاص بحيث يأتى المستثمر لينتفع بهذه الأراضى  وذلك بالتنسيق مع وزارة الإستثمار   وفى حالة   أن تزول  صفة المنفعة العامة للرى والصرف فيمكن للوزارة  ان تعمل على  إيجارها طبقا للمادة 89 لتدر  موارد مالية للدولة   وأضا ف أن الحصر المبدئى  لأملاك وزارة الموارد المائية والرى  المتمثل فى  الصرف والميكانيكا ةالمحطات بالقطاع المائى العام ما يقارب  نصف مليون فدان ومن أهداف القانون أن تقوم الوزارة بتفعيل ما تملكة  كأحد أجهزة الدولة

     و  أكد  الدكتور يسى خفاجى أن القانون يراعى قياسات  إستهلاك المياة وقفا للمادة 87 فى باب المياه الجوفية  وتلزم أصحاب الآبار الجوفية بتركيب نظام للتحكم فى معدلات الإستخدام الفعلية طبقا  للضوابط  والمعايير  التى تحددها الوزارة باستثناء الآبار التى تستخدم فى الرى التكميلى

      وقال  أن هناك   عملية تأهيل للقياسات على شبكات الترع  وحول   مشكلة  الملكيات المفتته  والحيازات الصغيرة أكد أنه يجرى وضع   تنظيم  يضم   جمعية عموية لصغار المنتفعيت وأصحاب الحيازات الصغيرة لتشكيل كيان موحد  لنطاق جغرافى  موسع  بشكل مقنن حتى يمكننا ضبط القياسات لإستخدام المياه  و أكد أن عدد المهندسين الذين يتابعون المجارى المائية والترع التى تبلغ 55 ألف كيلومتر  لا يتجاوز ستة آلاف

  وواستعرض الدكتور يسرى خفاجة  بالأرقام  منظومة الموارد المائية الورى حيث يبلغ طول نهر النيل بفرعية  1550 كيلومتر  كما تبلغ أطوال الشواطئ البحرية  من البحر المتوسط والبحر الأحمر وخليج السويس ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر ويبلغ عدد  منشآت الرى مالقامة على  مرفق الرى والترع والمصارف 48 ألف منشأه ما بين قنطرة وحجز وهاويس   كما تبلغ  تغطيات المجارى 200 تغطية تشكل عبء إضافى على الوزارة حيث يمكن حصول أنسداد   و  تبلغ عدد الآبار الحكومية 3500 بئر وعدد مآخذ محطات مياه الشرب 1038 محطة  وتعمل بطاقة سحب ما بين 25 إلى 29 مليون متر مكعب  يوميا

     وقال الدكتور يسرى خفاجى أن  حجم التعديات على  القطاع المائى  وصل إلى 470 ألف حالة وتم تطبيق القانون على  حوالى 84  بالمائة منهم  ومتبقى 155 ألف حالة مخالفة لم يتم إتخاذ الإجراءات معها   وأكد أن  القانون الجديد يهدف إلى الإزالة الفورية  للتعديات المستحدثة ويضع ضوابط للتعامل مع المخالفات السابقة للتصالح فيما لا يمس أملاك الدولة  ةهناك مبانى أقيمت بالمخالفة  ومبانى أخرى أقيمت بالمخالفة لشروط التصريح  وأشار إلى أن هناك  منطقة محظورة  ومنطقة مقيدة   فلا يجوز البناء على  المنطقة المحظورة  على نهر النيل حيث قام  مجلس الوزاراء بتحديد 30 متر من خط التهذيب ووهو خط معروف للفنيين كما وضع القانون ضوابط أخرى  للمنطقة المقيدة وكل هذه التعريفات متواجدة فى الباب الأول من القانون لفض أية مشاكل ولعدم إختلاط الأمور ويحظر تماما النباء فى المنطقة المحظورة  وستيم إزالة أى مبان أو منشآت بها فى المهد  ’  وجارى تقنين المخالفات القديمة التى تكون خارج المنطقة المحظورة وسيتم حصر هذه الحالات وتقييمها وإعداد مقترح لعرضه على مجلس الوزراء  ’  وسيتم تطبيق عقوبة  قد تصل  للحبس بعد تطبيق القانون لكل من يخالف ويبنى بدون ترخيص ولن يطبق القانون بأثر رجعى

   وحول   الحفاظ على مخزون المياه الجوفية يقول  الدكتور يسرى خفاجى أنه مخزون إستراتيجى  وثروة قومية اهتم بها القانون بتخصيص باب كامل بدلا من مادتين بالقانون السابق  والذى كان يتم إحالته على اللائحة التنفيذية لعدد من المواد الأخرى فقمنا بعمل  18 مادة صريحة للمياه الجوفية

   وأشار إلى  مدى إهتمام الوزارة بالحفظا على المياه الجوفية حيث يلزم القانون  شركات البترول التى تنقب  وتستخرج البترول  بالقرب من خزانات  المياه الجوفيه  بحظر صرف المخلفات الناتجه عن استخراج خام البترول إلا فى الطبقة التى تم استخراجه منها

   وقال الدكتور يسرى خفاجى أن المجلس الأعلى لمياه النيل بدء من 2009  وتناول عدة موضوعات تخص الموارد المائية والرى من ضمنها الخطة القومية  والتى تضم تسعة وزارات برعاية  رئاسة مجلس الوزراء  وسيقوم رئيس الوزراء بتفعيل  حملة إنقاذ النيل  التى أطلقها الرئيس السيسى  كما أن وزارة الموارد المائيه والرى تقوم بتنفيذ الحلمة بقوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق